يعرف مجتمعنا العربي و البلدان العربية في هذه السنوات الأخيرة ما يسمى بالتقليد الذي يصاحبه قلة الحياء و الحشمة
ففي الزمان ليس بالبعيد.. كان هناك تقاليد و عادات يقتدى بها ،، كانت الأخوة موجودة و المحبة و الألفة بين الناس
يعني أي واحد يقاسم أخاه في الشيء ،، و كان الجيران يعيشون كالعائلة الواحدة يسودهم التأخي و حسن النية
إذ كلما اشترى أحدهم فاكهة إلا و أهداه إلى جاره و كان جاره يرفض ذلك بالكلام الحسن ووجه أحمر ليس تقليلا من شأن جاره
بل احتراما له و حشمة منه ،، فكان هذا الجار يدخل الفاكهة سرا حتى لا يراه أخاه الجار
و كان أحد إذ تكلم في الشيء إلا و حرص على كلامه خائفا من الوقوع في الزلائل و الكلام المؤدي ،، و كان الشاب إذ رأى
فتاة إلا و أنزل رأسه في الأرض و قلبه ينبض.. و إذ رأى الطفل الصغير الذي لا يعرف في الدنيا الكثير عجوزا منهمكا
من الحمل إلا و بادر في مساعدته.. ليس انتضار منه أن يعطيه حبة حلوة بل سعيا منه في نيل رضا المولى و كسب حسنة و دعوة خير من المفعول به
حيث كان يقول هذا الصبي إذ ساعد هذا الشيخ : ادعي لي بالخير فهذا يكفني..
هذا ما يسمى بالحياء و الحشمة و التربية الحسنة التي هي أساس بناء مجتمع سليم و محترم و متحاب و متكامل.
في هذا الأيام الأخيرة نرى أننا على قرابة نهاية العالم بسبب التغيرات التي يعرفها العالم منها ظهور موضة جديدة تدعى قلة الحياء و الحشمة
و لعل هذه الظاهرة علامة من علامات الكبرى لنهاية الكون و انتهاء عهد البشرية
اليوم نرى عكس ما كنا نحكي عليه,، قلة الحياء و الحشمة انتشر انتشار البرق و تجاوز سرعة الضوء،، فتغير العباد تغيرا عظيما لم يسبق له ووصل هذا التغير إلى البلدان الإسلامية
و هذا ما يثير القلق في نفس عاقل ،، اليوم أصبح نرى من الناس من يتجادل بشعار : " أنا أقل حشمة و حياء منك " أو " من يستحون ماتوا "
و لعل السبب الأول لظهور هذه الظاهرة هو وسائل الإعلام و التقليد الأعمى الأتي من الغرب،، فأصبح الشباب العربي لا يتابع إلا المسلسلات و الأفلام
الأجنبية التي بها رسائل غير مباشرة أي مشفرة لكن لها مفعول في العقل الباطن أو اللاشعور ،، ضف إلى ذلك كثيرا ما يصاحب هذه المسلسلات و الأفلام
لقطات جنسية خادشة للحياء مما يولد للشاب نظرة جنسية بطريقة سلبية و يصبح يقلد ما يفعل هذا الممثل بدون وعي منه ،، و سيجعل الشاب يفكر في الخوض في العلاقات المشبوهة
فيرى في هذا الفيلم شاب يعاكس فتاة و هي مارة في الطريق و سيعمل المتتبع على إعاد نفس ما جاء في الفيلم أي يرى فتاة سيعاكسها و بدون وعي منه أيضا
و هذه الصورة لا يتذكر أين رأها بالذات لكنها مرسخة مثبتة عنده في مركز اللاشعور و هذا اللاشعور خزان مليء بالأحداث التي صاحبتنا طيلة حياتنا
يستثمر منها العقل في كل موقف لي يعطي ردة فعل من خلال ما استثمر ،، و هناك من الناس من يسمون بالماسونية و هدفهم هو بناء نظام عالمي جديد
يغيب فيه الحياء و الحشمة ضف إلى أنهم لا يؤمنون بالديانات السماوية بل يعبدون الشيطان و يشجعون على الجنس و الدعارة و العلاقات المشبوهة و هم يتحكمون في كافة
الوسائل الإعلامية تأكد بنفسك.. و كثيرا ما يستعملون الممثلين و النجوم في تنفيد خطتهم الشيطانية و هم يتنبؤون بقدوم المسيح الدجال قريبا..
إنهم يتحكمون فيك .. نعم .. أخي .. أنت دمية في أيديهم الوسخة .. يتحكمون في عقلك و جسمك و روحك و كيانك و ذاتك.. و أنت لا تشعر
يجعلونك تصدق أشياء غير عادية لكن أنت تبدوا لك عادية لأن منذ ولادتك و أنت ترى أن هذا الشيء عادي ،،
ينشرون الطاقة السلبية في كل مكان.. و يشجعون على قلة الحياء و الحشمة ،،و هناك رسائل مشفرة في كرتونات و أفلام و مسلسلات
كثيرا ما نرى شعارهم و هو هرم به عين واحدة في الأعلى و هي عين المسيح الدجال.. إنهم ينشرونها..و أنت لا تعرف أي شيء...
كل النجوم العالميين تابعون لهم.. و هذا هو المؤسف..
سبونج بوب هو كرتون يعشقه الكثير من الأطفال لأنهم يرون فيه المتعة و الفائدة،، لكن للأسف هذا الأمر خاطئ فهذا الكرتون خطير جدا
و له سلبيات كثيرة ،، و صنف هذا الكرتون كأفضل كرتون في الكثير من المناسبات و حرم الشيخ نيبل العوضي متابعة هذا الكرتون
لأنه يتنافى مع عقيدتنا و فطرتنا الإسلامية و يقول في هذا الشأن
"أفضل و أكثر شخصية مؤثرة للأطفال كرتون يسمى سبونج بوب و هي اسفنجة صارت أشهر شخصية كرتونية على وجه الأرض
"و يقال في أحد المجلات الأمريكية أنه أكثر الكرتونات عرضا على مدى التاريخ ،، سبونج بوب الأصل أنهم 4 أولاد
و معهم فتاة تدعى ساندي و يعيشون في شاطئ على جزيرة و فيه قصص مثل مسلسل ،، المشكلة أن هذا الولد الأصل فيه أنه ولد
لكن أثناء المسلسل حركاته حركات فتاة ،، يلبس أحيانا ملابس بنات ..يعمل حركة بنات..رموشة رموش بنات..دائما خجول..
دائما بسرعة يبكي و يخاف و في رأيكم من هي الشخصية القوية في الكرتون ؟
الفتاة ساندي !!! التي تدافع عنه .. البنت الخشنة .. البنت العنيفة ..البنت التي تلعب كارتيه..هذه الشخصية التي صار يعرفها كل أولادنا
على ملابسهم .. على حقائبهم..على دفاترهم.. على كتبهم..الدنيا كلها صارت سبونج بوب.. الطامة الكبرى أنهم يغرسون من خلال هذا الكرتون
إن الولد به صفات فتاة ،، و أن الفتاة خشنة عنيفة قوية ،، أي مثل الولد ،، تخيلوا أطفالنا بعد عشر سنين ؟ يطرح سؤاله
كيف سيتقمصون هذه الشخصية ؟ و أنا لم أقل أنه التأثير الوحيد على مسلسل كرتون.. من ألف و ألالاف من التأثير الغير مباشر
في مسلسلات الكرتون لأولادنا يشاهدونها .."
أغلب التلاميذ و الطلاب في المتوسطة و الثانوية لديهم صديق يخرجون معه و أعين أهاليهم غائبة نائمة..
و بالتأكيد هذه النقطة لها ظواهر اجتماعية و نفسية كنقص العاطفة و عدم مد الوالدين أبنائهم بالعاطفة اللازمة و تعويضها
بصديق يرافقهم في دربهم..و لكن في رأيكم من أين تأتي هذه العادات و السلوكيات ؟
الشعب العربي لم يفطر بهذه السلوكيات لأنه ملتزم و لو التزمنا بالسنة النبوية لعشنا حياة سعيدة
في رأيكم أليس الإعلام الغربي الذي يتابعه أولادنا هو السبب .. و نرى أن هذه السلوكيات مصدرها المسلسلات و الأفلام و لعل الكثير منها تعرض في القنوات العربية
مترجمة باللغة العربية الفصيحة ،، ترى في هذا المسلسل شاب يقول لشابة " هل تخرجين معي.. أنت تعجبينني كثيرا "
و هي تقول " أنا أحبك "
أو " هل سمعت أن جيم يخرج مع هيلينا الفتاة الجميلة الشقراء "
هذه اللقطة التي تمر عليك في ثوان فقط لها ثأثير كبير في اللاشعور العقل الباطن ،، بعد المداومة على مشاهدة هذه المسلسلات
ستحذوا الشخص الرغبة في التقليد سواء في الملابس أو التصرفات و السلوكيات فتقلد هذا الشخص بطريقة سلبية يقابل هذا التقليد محو مفهوم الحياء و الحشمة