جريدة الشروق
في الوقت الذي بلغت فيه أجور بعض اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في الجزائر قرابة 350 مليون للشهر الواحد بالعملة الوطنية، قرر غالبية اللاعبين المغتربين المتواجدين تقريبا في كل الأندية الجزائرية أن يتقاضوا مرتباتهم بالعملة الصعبة، ومنهم من بدؤوا مشوارهم في الجزائر ونشطوا لفترة وجيزة فقط خارج الوطن مع فرق فرنسية أو بلجيكية في الدرجة السفلى.أصبح الآن لكل ناد حساب جار بالعملة الصعبة مع حساب العملة الوطنية، ليس من أجل دفع رواتب المدربين الأجانب الكثيرين هذا العام في البطولتين المحترفتين الأولى والثانية، وإنما من أجل دفع مرتبات الكثير من اللاعبين، والأمر قد يطول بقية اللاعبين الذين لم يغادروا أرض الوطن في حياتهم لتصبح البطولة المحترفة بالمال أيضا الذي غيّر لونه إلى الأورو.
وكانت الفرق الجزائرية في زمن الإصلاح الرياضي وما بعده تدفع للمدربين القادمين من وربا الشرقية مثل روغوف وزيفوتكو ورايكوف بالدينار الجزائري وهم يتصرفون بعد ذلك بتحويله، بينما الآن صارت تدفع بالأورو ويقوم المدرب أو اللاعب الإفريقي أو الجزائري المغترب بالتحويل إلى الدينار في السوق السوداء لقضاء حوائج خفيفة في الجزائر، في الوقت الذي تقوم في الفرق أيضا باقتناء الأموال التي تقدمها للاعب وللمدرب من السوق السوداء الخاصة ببيع الأورو، في غياب كامل لنظام ضريبي كما هو معمول به في كل الدول التي باشرت الاحتراف، ومنها الدول التي نشط فيها اللاعبون المغتربون، حيث بلغ أجر المهاجم محمد دحمان مثلا 17 ألف أورو وهو مغترب في فرنسا لعب الموسم الماضي مع شباب قسنطينة واشترط أجرا بالعملة الصعبة، وانتقل هذا العام إلى نادي مولودية العاصمة، واللاعب رفض عرضا من شارل لوروا البلجيكي الذي تبدو مرتبات لاعبيه مرتفعة وتقارب الثلاثين ألف أورو ولكن الضرائب تقتطع جزءا كبيرا من الراتب وهو ما جعل الكثير من اللاعبين المغتربين الذين صاروا ينافسون عددا وليس نوعية اللاعبين الذين تتلمذوا في المدارس الكروية الجزائرية يفضلون الجزائر.
وكانت الفديرالية الجزائرية لكرة القدم منذ زمن غير بعيد قد سارت على نهج تقديم علاوات لاعبي الخضر ومدربيهم ومنح الانتصارات والتربصات بالعملة الصعبة، في الوقت الذي باشرت الجزائر تقديم المنح بالعملة الصعبة وهي الليرة الإيطالية في كأس أمم إفريقيا عام 1990 التي فاز بها أشبال عبد الحميد كرمالي باللقب لتنتقل "الموضة" الآن إلى الفرق المحلية ودعّمها التواجد الكبير للاعبين الأفارقة والمدربين الأوروبيين وخاصة اللاعبين المهاجرين القاطنين في فرنسا الذين يخفضون من الأجور التي يتقاضونها في أوربا ويعوضونها بالغياب شبه كامل للفارق الضريبي.