منتديات شباب الجزائر التطويرية
اهلا بك عزيزي الزائر نحن سعداء بمعاينتك للمنتدى ندعوك للتسجيل مرحبا...
منتديات شباب الجزائر التطويرية
اهلا بك عزيزي الزائر نحن سعداء بمعاينتك للمنتدى ندعوك للتسجيل مرحبا...
منتديات شباب الجزائر التطويرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب الجزائر التطويرية

منتديات التقنية والبرامج
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الوقت الان في الجزائر
المواضيع الأخيرة
» تهنئةلأساتذة الرياضيات تاج -بوساق -بوكابوية.
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالجمعة أبريل 25, 2014 9:54 pm من طرف lakhdari t

» هنا توضع التعازي لعائلة "بن عوالي" ببلدية الكاف الاحمر
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالإثنين ديسمبر 30, 2013 8:43 am من طرف amira 2007

» تهنئة
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالخميس ديسمبر 26, 2013 10:17 am من طرف lakhdari t

» تهنئة
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالثلاثاء ديسمبر 10, 2013 5:59 pm من طرف احمد

» هنا توضع التعازي لعائلة "دلدون"
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالثلاثاء ديسمبر 10, 2013 8:48 am من طرف lakhdari t

» تعرفوا على التلميذ المتأهل في سباق الرياضة المدرسية
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالخميس نوفمبر 28, 2013 3:57 pm من طرف lakhdari t

» تهنئة لأساتذة العلوم الطبيعية"مناد"-"برزوق"-والاستاذ رماش.
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالخميس نوفمبر 28, 2013 2:48 pm من طرف lakhdari t

» شاهدوا احتفالات تلاميذ متوسطة الكاف الاحمر
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالسبت نوفمبر 23, 2013 12:12 pm من طرف lakhdari t

» تلاميذ متوسطة الكاف الأحمر يحتفلون بالفوز قبل إجراء المباراة
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالخميس نوفمبر 21, 2013 5:11 pm من طرف lakhdari t

صحف يومية جزائرية
اسماء الله الحسنى
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات متوسطة الكاف الاحمر على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات شباب الجزائر التطويرية على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 فاتحي مواضيع
amira 2007
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
lakhdari t
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
احمد
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
فرنسيس
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
MohaMd FadLaOuI
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
هواري بومدين
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
rachid01
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
bchekhar
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
اسد الجزائر
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 
titou2010
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_rcapالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_voting_barالأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة I_vote_lcap 

 

 الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amira 2007
المشرف العام
المشرف العام
amira 2007


عدد المساهمات : 906
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/04/2012
العمر : 39

الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Empty
مُساهمةموضوع: الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة   الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة Emptyالجمعة مايو 25, 2012 10:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأصول الشرعية للتعامل مع الناس

أضع بين أيديكم هذا الدرس المفرغ للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-، والذي يتضمن الأصول الشرعية للتعامل مع النَّاس، وهو موضوع يشمل كل الجوانب التي يحتاجها المسلم في التعامل مع من حولـه.
وتسهيلاً للقراءة تمّ تبويب الموضوع على النحو التالي وسيتم طرحها تباعًا على شكل سلسلـة، أسأل الله أن ينفعنا بها:

- تعامل المرء مع نفسه
- تعامل المرء مع والديه
- تعامل الرجل مع زوجته
- تعامل الزوجة مع زوجها
- تعامل المرء مع أقاربه
- تعامل المرء مع أولاده
-التعامل مع أهل الطاعة
- تعامل المرء مع عامة المسلمين
- تعامل المرء مع المبتدعة
- تعامل المرء مع الكفار
- تعامل المرء مع ولاة الأمر
- التعامل مع العلماء


مقدمــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، قال في محكم كتابه ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء:9]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله أرسله الله جل وعلا بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، بشيرا بالجنة لمن أطاعه ونذيرا ومنذرا من النار ومن عذاب الله في الدنيا والآخرة لمن خالف أمره وعصاه، فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد، وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد وعلى صحابته وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فموضوع هذا الدرس هو:

الأصول الشرعية للتعامل مع الناس


ومن المعلوم أن الله جل وعلا بعث نبيه محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُخرج الناس من داعية هواهم، ليخرجهم من تحكيم آرائهم وتحكيمهم رغباتهم على تعاملاتهم إلى أن يحكّموا الله جل وعلا وحده وإلى أن يطيعوا الله جل وعلا ويطيعوا رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي الصحيح صحيح مسلم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال «قال الله تعالى إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك» فالله جل وعلا بعث نبينا محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبتليه بطاعته وبتوحيده وبتبليغ شرعه وليبتلي به الناس، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختَبر به وبما جاء به عن الله جل وعلا، (لأبتليك وأبتلي بك) يعني لأختبر الناس بك هل يتبعون شرعك؟ هل يتبعون سنتك؟ هل يتبعون ما حملته مما أنزل الله جل وعلا عليك أم لا ؟

الابتلاء حقيقته الاختبار، وابتلاء الناس بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جميع أحوال المكلَّف، ومن تلك الأحوال أنواع تعاملاته، فالشريعة جاءت كما يقول الشاطبي في كتابه الموافقات: الشريعة جاءت لإخراج المكلف من داعية هواه إلى أن يكون تابعا لأمر الله جل وعلا. فحقيقة العبد أنه مربوط مقبوض لله جل وعلا، ولهذا يجب عليه أن يخرج عن داعية هواه إلى أن يكون عبدا محققا هذه العبودية لله جل وعلا في كل أحواله، ولهذا كان من اللوازم على من يريد الخير بنفسه أن يتعرّف وأن يطلب عِلم ما أنزل الله جل وعلا على رسوله، ومما يصادف المرء؛ بل مما يواجهك في كل حال أنَّك تواجه أنواعا من الخلق، تواجه نفسك، وتواجه من في بيتك وتواجه من في السوق، وتواجه إخوانك المؤمنين، وتواجه الكفرة، وتواجه العصاة، وتواجه المبتدعة، تواجه الأقربين، وتواجه الأبعدين، تواجه العلماء، تواجه ولاة الأمر تواجه أصناف كثيرة من الناس ومن الخلق، فكيف يتعامل المرء مع هؤلاء؟ أيتعامل معهم كما يريد؟ أيتعامل معهم كما يشتهي؟ أيتعامل معهم كما يملي له عقله وكما يملي له هواه؟ أم يتعامل معهم على وفق الأحكام الشرعية التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما بينه أهل العلم الراسخون في بيان الكتاب والسنة؟

لاشك أن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد.

إن التعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي، ولهذا تجد أن طوائف من الناس ربما تعلموا علوما من أنواع العلم الشرعي؛ لكنها ليست مما يجب عليهم أن يتعلموه، فتجد أن بعض طلاب العلم ربما دخلوا في علوم هي من النفل أو هي من فروض الكفايات بما كانت في أنفسهم له لذة، يطلب علما؛ لأنه يجد لذة فيه يطلب مثلا علم الحديث لأن يجد لذة فيه، يطلب علم المصطلح لأن له لذة فيه، يطلب بعض مسائل الفقه لأن له لذة فيها، وهذا لم يخرج عن داعية هواه في كل أمره، كما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته التي صنّفها فيما يفعله العبد لأجل اللذة من الطاعات، لاشك أن المرء إذا كان محكّما لما يجب عليه وجد أنه يجب عليه أن يسعى في رفع الجهل عن نفسه بما أنزل الله جل وعلا، لهذا نجد أن المسلم وطالب العلم الحريص على أن يكون عمله وفعله موافقا للشرع تجد أنه يطلب العلم النافع؛ يطلب العلم الذي يصحح أحواله؛ لأنه ما من لحضة تمر عليك في أحوالك إلا ولله جل وعلا أمر ونهي فيها، إما أمر بإيجاب أو استحباب وإما نهي بتحريم وكراهة، وإما باستواء هذا وذاك؛ يعني في المباحات، ولا شك أن المرء إذا علم أحكام الله جل وعلا في أنواع التعاملات يكون وافق أمر الله وعبد الله جل وعلا في كل أحيانه، ولهذا كانت هذه الكلمات وكان هذا الدّرس لبيان شيء أحكام أنواع التعامل مع الناس.


<P align=center>
[size=25]* تعامل المرء مع نفسه *

أقرب ما يكون إليك نفسك التي بين جنبيك وإنّ أكثر ما يُعامل المرء نفسه، فهذه النفس التي بين جنبيه كيف يعاملها؟ أيعاملها معاملة من لا يدرك ما يجب عليها وما لا يجب؛ ما يجوز وما لا يجوز؟ أم يعاملها على وفق الحكم الشرعي؟

إن الله جل جلاله في القرآن العظيم وإنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنته المطهرة بيّن الله جل وعلا وبيّن رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّه يجب على المؤمن أن يزكّي نفسه قال جل وعلا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [الشمس:9-10]، فالسعي في تزكية النفس هي أولى درجات التعامل مع النفس، فإن النفس لها طلبات في الخير ولها طلبات في الشر، وإن المرء إذا عامل نفسه بالسعي في أن يزكيها كانت تلك النفس نفسا طيبة، كانت نفسا مفلحة وكان صاحبها مفلحا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).

وفلاح النفس وتزكيتها يكون بأمر عام ألا وهو أن يجعل نفسه متعلقة بالدار الآخرة وأن يجعلها مبتعدة عن دار الغرور، يجعل هذه النفس في أحوالها وفي مطالبها متعلّقة بالدار الأخرى، متعلقة بالجنة وبالرغب إليها وبالقرب منها وبإعداد المنازل هناك، وبالبعد عن النار وعن وسائلها وعن ما فيها من أنواع العذاب.

هذه أولى درجات تزكية النفس أن يكون المرء ناظرا فيما يُصلحه في داره الأخرى؛ يعني أن يكون المرء متعلقا بالدار الأخرى، وإذا تعلق المرء في الدار الأخرى رغبا في الجنة وهربا من النار، كانت الحصيلة أنه يسعى إلى ما يقربه من الجنة ويسعى فيما يبعّده من النار، ولتزكية النفس كما قال بعض علماء السلف لتزكية النفس ثلاثة ميادين:


أول ذلك أن يزكي نفسه بإصلاح القلب بتوحيد الله جل وعلا وبإخلاص الدين له، فإن إخلاص القلب لله جل وعلا هو أعظم ما تكون به تزكية النفس؛ لأن النفس لابد وأن يكون فيها محاب مشتركة، فإذا كانت محبة الله جل وعلا أعظم وكانت مرادات النفس تبعا لمراد الله جل وعلا كان الإخلاص في القلب أعظم، وكان ازدياده من الإقبال على الله جل وعلا أعظم، ولاشك أن الإخلاص يتبعه أنواع من إصلاح عبوديات القلب.

ومن أمثل من شرح ذلك وبينه ابن قيم الجوزية تلميذ شيخ الإسلام العلم الإمام المعروف في كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، فإن هذا الكتاب خلّص ابن القيم رحمه الله فيه كلام السلف من أدران كلام غلاة المتصوفة وجعله كلاما متسقا كلاما عظيما كلاما جميلا فيه إصلاح عبوديات القلب، هذا الكتاب مما ينبغي أن يمر عليه طالب العلم؛ بل يمر عليه كل مسلم بين الحين الآخر وأن ينظر فيه، فما فهمه منه مما فيه إصلاح النفس عمل به، وما لم يفهمه أو استشكله يسأل أهل العلم عن مرادات ابن القيم في ذلك.

إن إصلاح القلب أيها المؤمن إنما يكون بأن يكون الله جل وعلا في قلبك أعظم من كل شيء، قال ابن القيم رحمه الله:
فلواحد كن واحدا في واحد أعني سبيل الحق والإيمان

(لواحد) يعني لله جل وعلا وحده دونما سواه، (كن واحدا) في قصدك وإرادتك وتصرفاتك (في واحد) يعني في سبيل واحد غير متعدد قال مبينا هذا السبيل (أعني سبيل الحق والإيمان).

فتخليص النفس من الرهب في غير الله جل وعلا هذا أول مدارج إصلاح النفس، وإن إصلاح النفس وتزكيتها إنّ ذلك من أعظم المطالب وأن يكون الله جل وعلا ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب للعبد مما سواهما.

العبد يحركه في الأشياء المحبّة كما بين ذلك شيخ الإسلام في كتابه قاعدة في المحبة، إنما يحرك الناس في أحوالهم محبتهم، فإذا أحب الدار الآخرة تحرك إليها، وإذا أحب الدنيا تحرك لها، فبقدر ما تكون المحبة في القلب عظيمة يكون التحرك إلى ما أحبه القلب، فإذا كان الله جل وعلا ورسوله أحبّ إلى العبد مما سواهما كانت حركة العبد بنفسه وببدنه وبجوارحه كانت في طاعة الله وفي طاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وثاني درجات تزكية النفس أن يكون العبد ممتثلا للأوامر مجتنبا عن النواهي؛ يعني أن يحمل نفسه على طاعة الأمر على طاعة الواجبات وأن يباعد نفسه عن ارتكاب المنهيات، وإن لله جل وعلا أوامر، وإن لله جل وعلا نواهي، وإن طاعة الله جل وعلا وتزكية النفس إنما هي باتباع الأمر واجتناب النهي، وباب المنهيات عظيم وباب المأمورات عظيم.


[center]وقد اختلف العلماء: هل باب الأمر أعظم أم باب النهي أعظم ؟
فقالت طائفة من أهل العلم: إن باب النهي أعظم. يعني إذا غشى العبد ما نهى الله جل وعلا عنه فإنه يكون معرَّضا للعقوبة، ويكون فرط في الأمر الأعظم، فلهذا واستدلوا على ذلك بفعل آدم عليه السلام حيث خالف النهي، فكانت العقوبة بأن أُخرج من دار الكرامة، وأخرج من الجنة، والأوامر والنواهي عظيمان، ولكن هل جانب الأمر أعظم أم جانب النهي أعظم؟ هل رجحان الحسنات أعظم أم رجحان ترك السيئات أعظم؟ هذا مما اختلف فيه أهل العلم، وهذا وهذا، ولا شك أن تحصيل تزكية النفس إنما يكون بامتثال الفرائض واجتناب النواهي.
قد يتساهل العبد مع نفسه بتساهل في ترك الفرائض، يتساهل في ترك الواجبات، يتساهل في غشيان بعض المنهيات وبعض المحرمات؛ ولكن هذا يعقبه غصة في النفس ويعقبه سيئة أخرى.


فقد قال بعض السلف: إذا رأيت الرجل يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات.
ولا شك الحسنة تجلب الحسنة والسيئة تجلب السيئة، وهذا يقود إلى ذاك، فإذا جاهد العبد نفسه في امتثال الأوامر وفي الابتعاد عن النواهي، كان مزكيا لنفسه، ثم النوافل، النوافل في جانب الأوامر والنوافل في جانب المنهيات يعني ترك المكروهات؛ لأن ترك المكروه مستحب؛ ولأن فعل النافلة مستحب، إن فعل النوافل في هذا وذاك مما يقرب إلى الخير، وقد ثبت في صحيح البخاري أنّ الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبد المؤمن يكره الموت وأكره مساءته» يعني جل وعلا بقوله (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) إلى آخر الحديث؛ يعني كنت مسدِّدا له في سمعه فبي يسمع وبي يبصر فلا يسمع العبد إلا ما يحب الله ولا يبصر إلا ما يحب الله ولا يمشي إلا إلى ما يحب الله ولا يعمل بيده إلا ما يحب الله جل وعلا، هذا بعد أن يكون العبد آتيا بالنوافل بعد الفرائض، ولا شك أن أغلى ما عندك نفسك، أغلى ما تملك هو هذه النفس، وهذه النفس في حياة قصيرة هي هذه الحياة الدنيا، فإذا سعى العبد في تزكيتها كانت له السعادة في الحياة الآخرة، وقد قال جل وعلا (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل:97] فهذه الحياة الطيبة في هذه الدنيا في وفي الدار الأخرى.


والدرجة الثالثة من درجات تزكية النفس أن يكون العبد محاسبا نفسه دائما أن لا يغفل عنها، ومحاسبة النفس من أنواع التزكية لأن العبد إذا غفل عن نفسه فإنه يؤتى، وإذا ترك نفسه وهواها فإنه يتمنى على الله الأماني، وهذا إنما يكون بالحزم. وهذه أولى أنواع التعامل، وهي التعامل مع النفس ولا شك أن أعظم ما يجب عليك معه التعامل مع نفسك التي بين جنبيك وما يجب عليك أن تحمل هذه النفس على الطاعة والخير وعلى إخلاص العبادة وعلى التقرب إلى الله جل وعلا دائما وعلى أن تسعى في العبوديات المختلفة في كل حالك وفي كل تقلباتك.
يُتبع في الأيام القادمة بحول الله



[/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه منقول للافادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصداقة وهل تغير مفهومها منقول للافادة
» متى يبكي الإنسان على نفسه ؟
» 9 مطويات في الرقية الشرعية و علاج المريض -ساهم في نشرها-
» محمد -صلى- الطفل =منقول=
» أخي المسلم ابتسم وازرع الابتسامة بين الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب الجزائر التطويرية :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: